لأننا نحبهم

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

لأنّنا .... نُحِبّهم ....!!

نمشي على حد ّ التماس ّ بين ....

الممكن ... و ... الخيال ..

بين ...

مانُريد .... و ... مايجب ...

بين ...

نقطة الحب ّ ... و ... فرضيّة الفراق ...


الخيارات الصعبة تجعلنا للحظة ... أقوياء ...

لأنّنا على الأقل ّ امتلكنا حريّة الإختيار ...

نغادرهم ليس لأنّنا تشبّعنا بالمشاعر ...

أو .. تقلّصَت الأحاسيس ...

بل .....

هو (( القرار )) الذي يستوعب مرارة اللحظة الآنيّة ...

وتفادي المرارات المُقبلة ..





لأنّنا نُحبّهم ....


نعلم ُ أن ّ اللحظات معهم غالية ...

والزمن يُعطي بسخاء ٍ أحيانا ً ...

ولكنه يتحيّن الفُرص ..

نكبح ُ عالما ً مِن المشاعر يُغني بداخلنا ...

وقصائد تتمنى ّ أن تُلقى ...

وقصصا ً تتلهّف ُ أن تُروى ..

نكون (( غير أنفسنا )) ولو للحظات ٍ ..

صوت ٌ غير صوتي ...

ونبض ٌ ليس لي ... يقول مالاأرغب ُ ... ويُغادر ..

هكذا بصعوبة اللحظة وصرامتها ...





لأنّنا نُحِبّهم ....


نجعل ُ أنفسنا ....... القُساة ...

نرسم صورة ً مُكبرّة.... لِلأنا ..

نلغي الإنسان مِن داخلنا ...

نكون في الطرف الآخر مِن ذاتنا ...

بكل ّ.... الضريبة ...

التي تجلبها تلك الصورة ..


بكل ّ ... المرارة ...

التي تجعلنا نقشعر ّ مِن حدّتها ...


نختار ُ أن نمشي ... عكس الأماني ..و.. الرغبات ..

عكس الهوى .. و ... الإحساس ..





لأنّنا نُحِبّهم ...


نتجاهل ُ الذاكرة وصورها ...

أفراحها ... و ... وهجها ...

تفاصيلها ... و ... دفئها ...

نفصل ُ أنفسنا عن الماضي ...

أو .. نسلخ ُ جزءا ً مِن ذاتنا ...

نجعل الفكرة لِلآتي ..و .. مواجهة اللحظة ..

نخاف ُ مِن سطوة الكلمات ِ القابعة في قاع الذاكرة ..

نتحاشى رنينها ...

نُلجم ُ المشاعر المتناثرة مِن العين ...

و ... الشفاه ...

والنسمات ..

ونكون مانكون إلا ّ .... أن نكون أنفسنا ...




لأنّنا نُحِبّهم ....



نُخفي معالم الوجه ... و ... مخارج الحروف ..

نتمسّك ُ بِعبارات ٍ مُعدّة ٍ ومحفوظة ..

نلتزم ُ بِالنَص ّ مهما كان فراغه ... و ... جموده ..

نحتفل ُ بِالهزيمة ...

فأحيانا ً تكون ُ أقسى درجات الشجاعة ... هي الهروب مِن المعركة ...

لأنّنا نُحِبّهم ....


نمشي كل ّ الخيارات الصعبة التي تجعل ُ..

المسافات .....أبعد ...

والكلمات أقل ّ ... و .. أصعب ...


نختار ................ الرحيل ..

ونعلم ُ أنه ربما يكون رحيلا ً عن ... أنفسنا ...

وتعذيبا ً لِداخلنا ...!!

لكنها المسارات ... التي تدخلها مبكرّا ً بِخياراتك ...

قبل أن تحشرك في مسالكها ...

وتنتهي بك بنفس المصير ...

لكن ..!!

مع خروج ٍ ......... أصعب ...

وإصابات ٍ ............ أقوى ...

وخسائر ............... أكثر ...





لأنّنا نُحِبّهم ...


نختصر ُ عليهم الطريق ...

ونتحمّل ُ التُهم الظالمة .. و... الصورة القاتمة ..

نلبس ُ القناع الردىء ...

((( مِن أجل أن ...... يكونوا هم الأنقى ... و ... الأجمل ))) ...


نرحل ُ ..

وتُغادرنا اللحظات الجميلة ...

والصدق الشفّاف ...

والأحاسيس الحانية ..

نصمت ُ بِقساوة ٍ ...

و......................... نُغادر ...!!!





** همسة** ..

حينما أغلقت ُ الباب مُسرعا ً ..

وأنهيت ُ كلامي ناقصا ً ...

لم يكن تجاهلا ً ... أو .. تهميشا ً ...

لكنني خفت ُ .............. التراجع..





*** مقال أكثر من راائع لكاتب ...

يصف أحوالا ً نمر ّ بها مُجبرين ..

نتشح ّ برداء ٍ أسود كئيب ...

نحبس مشاعر صادقة خلف قضبان ٍ لايراها غيرنا حتى مَن هم يسكنون داخلنا ...

نخشى عليهم ........... من محبّتنا

.. ومشاعرنا ...

وقربهم منا ...


نقسو على أنفسنا بدون رحمة .. ولكن من خلالهم هم ..

لأنهم هم أقرب مايكون لأرواحنا ..

ليس لأننا مَللنا منهم ..

أو أننا زهدنا فيهم ...

أو أنهم لم يعودوا يشكلوّا نبض قلوبنا ...

ليس لهذا .. أو ذاك ..

ليس إلا ..... لأنّنا نُحبّهم ...

ونرغب في أن يكونوا دوما ً هم الأفضل .. والأروع ..


حينها..!!

قد.... نسقط من قائمة محبيّهم ..!!

قد... نفصل زماننا عن جسد زمانهم ..!!

قد ..ننال منهم نظرة كره قاتلة ...

أو كلمة لوم جارحة ...

أو لحظة ندم على معرفتنا حارقة ..!!

قد.. تكون آخر لحظات تجمعنا بهم تحت مظلة المحبّة والألفة ..!!


ولكننا وحدنا نعلم ُ يقينا ً أننا نجمع ُ لهم كل النقاء والجمال ونضعه بين أيديهم ...

وقد.. نحيا لنحصد معهم نتيجة هذه اللحظات في المُقبل من أعمارنا ..!!

وقد ........... تصل رفاتنا منهم دعوة بالرحمة لأننا حقا ً ......... نحبهم ...!!

وقد .......... تصل رفاتنا منهم دمعة حسرة على ظلمهم لنا رغم أننا .... نحبّهم ..!!

ولم يعرفوا حينها كم أننا ......... نحبهم بصدق وتضحية ووفاء ...


ولأجلهم انفصلنا عن ذاتنا لِنُبقي لهم تماسك ............ ذاتهم ...

ليس إلا ..................... لأنّنا نُحبّهم ..